كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



ويقال: لآلهتهم صفة السوء صم، بكم، عمي.
{وَلِلَّهِ المثل الاعلى} أي: الصفة العليا، وهي شهادة أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له {فَاطِرُ السماوات والأرض جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أزواجا وَمِنَ الأنعام أزواجا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شيء وَهُوَ السميع البصير} [الشورى: 11]. {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: 3، 4]. فهذه الصفة العليا {وَهُوَ العزيز} في ملكه، {الحكيم} في أمره، أَمَرَ الخلق أن لا يعبدوا غيره.
قوله: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ الله الناس بِظُلْمِهِمْ} أي: بشركهم ومعصيتهم، {مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ} أي: لم يترك على ظهر الأرض من دابة، ودل الإضمار على الأرض، لأن الدواب إنما هي على الأرض.
يقول: أنا قادر على ذلك.
{ولكن يُؤَخِرُهُمْ إلى أَجَلٍ مسمى} أي: إلى وقت معلوم، ويقال: {مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ} لأنه لو أخذهم بذنوبهم، لمنع المطر.
وإذا منع المطر، لم يبق في الأرض دابة إلا أهلكت، ولكن يؤخر العذاب إلى أجلٍ مسمًّى.
وروي عن عبد الله بن مسعود أنه قال: لو عذب الله الخلائق بذنوب بني آدم، لأصاب العذاب جميع الخلائق، حتى الْجُعْلاَن في جحرها، ولأمسكت السماء عن الأمطار، ولكن يؤخرهم بالفضل والعفو.
ثم قال: {فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ} أي: أجل العذاب {لاَ يَسْتَأْخِرُونَ} أي: لا يتأخرون عن الوقت {سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} أي: لا يتقدمون قبل الوقت.
ثم قال: {وَيَجْعَلُونَ} أي: يصفون ويقولون {لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ} لأنفسهم، وهو البنات {وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الكذب} أي: يقولون الكذب {أَنَّ لَهُمُ الحسنى} أي: الذكور من الولد.
ويقال: الجنة أي: يصفون لأنفهسم مع أعمالهم القبيحة أن لهم في الآخرة الجنة.
ثم قال: {لاَ جَرَمَ} يعني: حقًا ويقال: لا بد، ولا محالة {أَنَّ لَهُمُ النار} وهو كقوله: {أَمْ حَسِبَ الذين اجترحوا السيئات أَن نَّجْعَلَهُمْ كالذين ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات سَوَاء محياهم ومماتهم سَاء مَا يَحْكُمُونَ} [الجاثية: 21]. {وَأَنَّهُمْ مُّفْرَطُونَ} قرأ نافع: بكسر الراء.
يعني: أفرطوا في القول، وأفرطوا في المعصية.
وقرأ الباقون: {مُّفْرَطُونَ} بفتح الراء أي: متروكون في النار.
ويقال: منسيون في النار، وهو قول سعيد بن جبير.
وقال قتادة: أي معلجون في النار.
ويقال: الفارط في اللغة الذي يتقدم إلى الماء، وهذا قول يوافق قول قتادة.
ثم قال: {تالله} يقول والله {لَقَدْ أَرْسَلْنَآ} أي: بعثنا {إلى أُمَمٍ مّن قَبْلِكَ} أي: بعثنا إلى أمم من قبلك الرسل، كما أرسلناك إلى قومك {فَزَيَّنَ لَهُمُ الشيطن أَعْمَالَهُمْ} أي: ضلالهم حتى أطاعوا الشيطان، وكذبوا الرسل {فَهُوَ وَلِيُّهُمُ اليوم} أي: قرينهم في النار {وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} فهذا تهديد لكفار مكة أنه يصيبهم مثل ما أصابهم، وتعزية للنبي صلى الله عليه وسلم ليصبر على أذاهم.
ثم قال تعالى: {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الكتاب} أي: القرآن {إِلاَّ لِتُبَيّنَ لَهُمُ الذي اختلفوا فِيهِ} من الدين، لأنهم كانوا في طرق مختلفة، اليهودية، والنصرانية، والمجوسية، وغيرهم.
فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يبيّن لهم طريق الهدى.
ثم قال: {وَهُدًى وَرَحْمَةٌ} أي: أنزلنا القرآن بيانًا من الضلالة، ونعمة من العذاب لمن آمن به {لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} بالقرآن.
قوله: {والله أَنزَلَ مِنَ السماء مَاء} أي: المطر {فَأَحْيَا بِهِ الأرض بَعْدَ مَوْتِهَا} أي: بعد يبسها {إِنَّ في ذَلِكَ لآيَةً} أي: في إحيائها لعلامة لوحدانيته، إذ علموا أن معبودهم لا يستطيع شيئًا {لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ} أي: يطيعون، ويصدقون، ويعتبرون، ويبصرون.
قوله: {وَإِنَّ لَكُمْ في الأنعام لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُمْ مّمَّا في بُطُونِهِ} قرأ نافع، وابن عامر، وعاصم، في رواية أبي بكر: {نُّسْقِيكُمْ} بنصب النون، وقرأ الباقون: بضم النون.
ومعناهما قريب.
يقال: سقيته وأسقيته بمعنى واحد {مّمَّا في بُطُونِهِ} ولم يقل: مما في بطونها.
والأنعام جماعة مؤنثة.
وفي هذا قولان: إن شئت رددت إلى واحد من الأنعام، وواحدها نعم، والنعم تذكر، وتؤنث، كقوله: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِّن بَعْدِ ذلك فَهِىَ كالحجارة أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الحجارة لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأنهار وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الماء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ الله وَمَا الله بغافل عَمَّا تَعْمَلُونَ} [البقرة: 74]. أي: من الحجر.
وإن شئت قلت على تأويل آخر {نُّسْقِيكُمْ} وهو {مّمَّا في بُطُونِهِ} أي: بطون ما ذكرنا.
وهذا مثل قوله: {وَهُوَ الذي أَنشَأَجنات معروشات وَغَيْرَ معروشات والنخل والزرع مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ والزيتون والرمان متشابها وَغَيْرَ متشابه كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَءَاتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تسرفوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المسرفين} [الأنعام: 141]، وقال: {يا أيها الذين آمَنُواْ إِنَّمَا الخمر والميسر والانصاب والازلام رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشيطان فاجتنبوه لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة: 90]، ولم يقل فاجتنبوها.
أي: فاجتنبوا ما ذكرنا.
ثم قال تعالى: {مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ} يعني: يخرج اللبن من بين الفرث والدم.
قال ابن عباس، في رواية أبي صالح: إن الدابة تأكل العلف، فإذا استقر في كرشها، طحنته الكبد فكان أسفله فرث، وأوسطه لبن، وأعلاه دم الكبد مسلط على هذه الأصناف الثلاثة.
فيقسم الدم، فيجري في العروق، ويجري اللبن في الضرع، ويبقى الفرث كما هو في الكرش.
وقال بعضهم: إذا استقر العلف في الكرش، صار دمًا بحرارة الكبد، ثم ينصرف الدم في العروق، فمقدار ما ينتهي إلى الضرع صار لبنًا، لبرودة الضرع، بدليل أنَّ الضرع إذا كانت فيه آفة، يخرج منه الدم مكان اللبن.
ثم قال: {لَّبَنًا خَالِصًا} صار اللبن نصبًا على معنى التفسير {سَآئِغًا لِلشَّارِبِينَ} أي: سهلًا في الشرب لا يغص به شاربه.
ويقال: يشتهي شاربه {إليه}.
ثم قال تعالى: {وَمِن ثمرات النخيل والاعناب تَتَّخِذُونَ مِنْهُ} أي: من التمر.
ويقال: {مِنْهُ} كناية عن الأول، وهو قوله: {وَمِن ثمرات النخيل والاعناب تَتَّخِذُونَ} من ذلك {سَكَرًا} والسكر هو نقيع التمر، إذا غلى واشتد قبل أن يطبخ.
ويقال سكرًا أي: خمرًا.
قال ابن عباس: نزلت هذه الآية وهي يومئذٍ كانت لهم حلال.
وهكذا قال الحسن والقتبي: إن هذه الآية نزلت في الخمر {وَرِزْقًا حَسَنًا} يعني: الخل، والزبيب، والرُّبُّ.
وروي عن ابن عباس أنه قال: {تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا} يعني: ما حرم منه {وَرِزْقًا حَسَنًا} ما أحل منه.
وقال الشعبي: السكر: النبيذ، والخل، والرزق الحسن: التمر، والزبيب.
وقال الضحاك: السكر: الحرام، والرزق الحسن: الحلال.
وهؤلاء كلهم قالوا: قبل تحريم الخمر.
وقال الأخفش: سكرًا طعامًا.
يقال: هذا سكر لك أي: طعام لك.
وقال القتبي: لست أدري هذا.
ثم قال: {إِنَّ في ذَلِكَ لآيَةً} أي: لعبرة {لّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} توحيد الله تعالى.
وقوله: {وأوحى رَبُّكَ إلى النحل} أي: ألهمها إلهامًا مثل قوله: {بِأَنَّ رَبَّكَ أوحى لَهَا} [الزلزلة: 5]. {أَنِ اتخذى مِنَ الجبال بُيُوتًا} أي: مسكنًا {وَمِنَ الشجر} يعني: أن اتخذي من الجبال، ومن الشجر، مسكنًا {وَمِمَّا يَعْرِشُونَ} يعني: ومما يبنون من سقوف البيت.
قرأ ابن عامر، وعاصم في رواية أبي بكر: {يَعْرِشُونَ} بضم الراء والباقون: بالكسر.
ومعناهما واحد.
أي: ومما يبنون من سقوف البيت {ثُمَّ كُلِى مِن كُلّ الثمرات} أي من ألوان الثمرات.
أي: ألهمها بأكل الثمرات، {فاسلكى سُبُلَ رَبّكِ ذُلُلًا} أي: ادخلي الطريق الذي يسهل عليك.
ويقال: خذي طرق ربك مذللًا أي مسخرًا لك.
وقال مقاتل: {فاسلكى سُبُلَ رَبّكِ} يعني: ادخلي طرق ربك في الجبال، وفي خلال الشجر {ذُلُلًا} لأنَّ الله تعالى ذلل لها طرقها حيثما توجهت {يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا} أي: من بطون النحل، من قبل أفواهها مثل اللعاب {شَرَابٌ} يعني: العسل {مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ} أي: العسل أبيض، وأصفر، وأحمر.
ويقال: يخرج من أفواه الشباب من النحل الأبيض، ومن الكهول الأصفر، ومن الشيوخ الأحمر {فِيهِ} أي: في العسل {شِفَاء لِلنَّاسِ} روى أبو المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أخي استطلق بطنه فقال له: «اسْقِهِ عَسَلًا» فسقاه.
ثم جاء فقال: سقيته فلم يزده إلا استطلاقًا فقال له: «اسْقِهِ عَسَلًا» فسقاه.
ثم جاءه فقال: سقيته فلم يزده إلاَّ استطلاقًا فقال له: «اسْقِهِ عَسَلًا صَدَقَ الله وَكَذَبَ بَطْنُ أخِيكَ».
فسقاه فبرىء.
قال الفقيه أبو الليث: إنما يكون العسل شفاء إذا عرف الإنسان مقداره، ويعرف لأي داء هو.
فإذا لم يعرف مقداره، ولم يعرف موضعه، فربما يكون فيه ضرر.
كما أن الله تعالى جعل الماء حياة كل شيء، وربما يكون الماء سببًا للهلاك.
وقال السدي: العسل شفاء الأوجاع التي يكون شفاؤها فيه.
وقال مجاهد: {فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ} أي: في القرآن بيان للناس من الضلالة.
وروى أبو الأحوص، عن عبد الله بن مسعود أنه قال: العسل شفاء من كل داء، والقرآن شفاء لما في الصدور.
وروى الأسود عن ابن مسعود أنه قال: عليكم بالشفاء من القرآن، والعسل.
ثم قال: {إِنَّ في ذَلِكَ لآيَةً} أي: فيما ذكر من أمر النحل لعلامة لوحدانيتي {لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} يعني: علموا أن معبودهم لم يغنهم من شيء.
ثم قال: {والله خَلَقَكُمْ ثُمَّ يتوفاكم} أي: يقبض أرواحكم {وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إلى أَرْذَلِ العمر} أي: إلى أسفل العمر، وهو الهرم {لِكَىْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا} أي: صار بحال لا يعلم ما علم من قبل.
ويقال: لكيلا يعقل من بعد عقله الأول شيئًا.
ويقال: إن الهرم اسوأ العمر، وشره، وقوله: {لِكَىْ لاَ يَعْلَمَ} أي: حتى لا يعلم بعد علمه بالأمور شيئًا، لشدة هرمه، بعد ما كان يعلم الأمور قبل الهرم {إِنَّ الله عَلِيمٌ قَدِيرٌ} على تحويلكم.
ويقال: معناه {وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إلى أَرْذَلِ العمر} أي: إني محولكم من حال إلى حال تكرهونه، ولا يقدر معبودكم أن يمنعني عن ذلك، والله عليم قدير على ذلك.
قوله: {والله فَضَّلَ بَعْضَكُمْ على بَعْضٍ في الرزق} أي: فضّل الموالي على العبيد في المال {فَمَا الذين فُضّلُواْ بِرَآدّى رِزْقِهِمْ على مَا مَلَكَتْ أيمانهم} أي: الموالي لا يرضون بدفع المال إلى المماليك {فَهُمْ فِيهِ سَوَاء} أي: لا ترضون لأنفسكم أن يكون عبيدكم معكم شركاء في أموالكم، فكيف ترضون لله تعالى أن تصفوا له شريكًا في ملكه، وصفاته، وتصفوا له ولدًا من عباده.
وقال قتادة: هو الذي فضل في المال والولد لا يشرك عبيده في ماله.
فقد رضيتم بذلك لله تعالى، ولم ترضوا به لأنفسكم.
وقال مجاهد: ضرب الله مثلًا للآلهة الباطلة مع الله تعالى.
ويقال نزلت الآية في وفد نجران حين قالوا في عيسى عليه السلام ما قالوا.
ثم قال تعالى: {أَفَبِنِعْمَةِ الله يَجْحَدُونَ} يقول: بوحدانية الله تعالى تكفرون، وترضون له ما لا ترضون لأنفسكم.
قوله: {والله جَعَلَ لَكُمْ مّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا} يعني: خلق لكم من جنسكم إناثًا {وَجَعَلَ لَكُمْ مّنْ أزواجكم بَنِينَ} أي: خلق لكم من نسائكم بَنِينَ {وَحَفَدَةً} أي: ولد الولد.
ويقال: هم الأَعوان، والخدم، والأصهار.
وروي عن زر بن حبيش، عن ابن مسعود أنه قال: الحفدة: الأختان.
وقال مجاهد: الخدم، وأنصاره، وأعوانه.
وعن ابن مسعود أنه قال: هم أصهاره.
وقال الربيع بن أنس: البنون بنو الرجل من امرأته.
والحفدة بنو المرأة من غيره.
وقال زر بن حبيش: الحفدة: حشم الرجل.
وروى عكرمة عن ابن عباس أنه قال: الولد الصالح.
وقال أَهل اللغة: أصله في اللغة السرعة في المشي، ويقال: في دعاء التوتر: ونحفد أي: ونجتهد في الخدمة والطاعة.
ثم قال: {وَرَزَقَكُم مّنَ الطيبات} قال الكلبي: يعني: الحلال إن أخذتم به.
وقال مقاتل: {الطيبات} إلخ.بز، والعسل، وغيرهما من الأشياء الطيبة، بخلاف رزق البهائم والطيور.
ثم قال: {أفبالباطل يُؤْمِنُونَ} قال الكلبي: يعني: الآلهة وقال مقاتل: {أفبالباطل} يقول: بالشيطان يصدقون بأن مع الله إلهًا آخر.
ويقال: {أفبالباطل يُؤْمِنُونَ} يعني: أفيعبدون الأصنام التي لا تقدر على مضرتهم، ولا على منفعتهم {والله جَعَلَ لَكُمْ مّنْ} أي: يجحدون بوحدانية الله تعالى ويقال: {والله جَعَلَ لَكُمْ مّنْ} فلا يؤمنون برب هذه النعمة.
قوله: {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله} يعني: الأصنام {مَا لاَ يَمْلِكُ لَهُمْ} أي: لا يقدر لهم {رِزْقًا مّنَ السموات} أي: إنزال المطر {والأرض} أي: والنبات {شَيْئًا} يعني: لا يملكون شيئًا من ذلك.
وقال القتبي: إنما نصب {شَيْئًا} بإيقاع الرزق عليه.
ومعناه: يعبدون ما لا يملك أن يرزقهم شيئًا.
كما تقول: ويخدم من لا يستطيع إِعطاءه درهمًا.
ثم قال: {وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ} يعني: ذلك {فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلَّهِ الامثال} يعني: لا تصفوا لله شريكًا فإنه لا إله غيره {أَنَّ الله يَعْلَمُ} أنه لا شريك له ويقال إن الله يعلم ضرب الأمثال {وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} ضرب المثل. اهـ.